إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿ يأيها ألذ بن آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون﴾ [1]
﴿ يا أيها النّاس اتقوا رّبكم الذي خلقكم من ّنفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساء لون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا﴾ [2]
﴿ يأيها الذين آمنوا ا تقوا الله وقولوا قولا سد يدا يصلح لكم أعما لكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما﴾ [3]
أمّا بعد: فإن أ صد ق الحديث كتاب الله عزّ وجلّ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آ له وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وبعد: فليس بخاف على أحد ما للوسائل الحديثة – وخاصة الإلكترونية ومنها الشبكة العنكبوتية – من منافع للمعلمين والمتعلمين، وللدعاة ، والمثقفين إذا أحسن استغلاله، وبات في علم الكافة أن التعليم لم يعد يعني الصورة النمطية التي جرت عليها عملياته منذ قرون من الزمن، فبواسطة هذه الوسائل الحديثة يستطيع العائش في أقصى غرب إفريقيا أو في أوروبا أو أمريكا أن يتابع محاضرة أو درسا في الحرم المكي أو المدني حيا على الهواء مباشرة.
كما أنه بوسع المتعلم أن يقتني مكتبة إلكترونية تحتوي على آلاف المجلدات المقروءة، وآلاف المحاضرات والخطب المسموعة،يصطحبها معه في حله وترحاله، فبات لزاما على طالب العلم أن يهتم بهذه الوسائل ويعطيها حقها.
وموقعنا هذا يمثل مبادرة شخصية متواضعة،ونافذة أطل منها لمصافحة إخواننا المثقفين بالعربية، بعد أن كادت نافذة www.xamsadine.net تختص بإخواننا الناطقين باللغة المحلية، وبالجملة الموقع جهد مبذول يهدف إلى مد جسور من التواصل مع إخواننا وأحبابنا في المشارق والمغارب من خلال إعطائهم نبذة عن آثار الأنشطة التي نقوم بها عبر المسجد من خطب ودروس في الحلقات، وعبر المحاضرات العامة، والمشاركات في المؤتمرات والندوات المحلية والدولية، استجابة لرغبات هؤلاء الأحباب الذين لم تزل مطالبهم المتكررة تصلنا بين الفينة والأخرى.
أما هذه المقالة التي نحاول أن تتكرر مع مطلع كل شهر هجري فسنتناول من خلالها موضوعات منوعة، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، سعيا وراء تجلية طرف من منهج سلفنا الصالح في العقيدة والعبادة والسلوك، بأسلوب ميسر لا تعقيد فيه، وقد نتناول قضايا معاصرة يكثر حولها الجدل بالبحث عن أسباب الخلاف حولها وتلمس أسباب الخروج من الخلاف أو التوسط في أمره.
والجدير بالتنبيه هنا أنه ليس باللازم أن تكون المقالات الشهرية كلها من نتاجي البحثي والفكري، بل قد أستحسن مقالة منشورة لغيري فيقع عليها اختياري فأنشرها كاملة أو أقتبس منها ما يهم قراءنا في هذا الموقع مع التنبيه على ذلك.
أسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى ويجزي خيرا أخانا وصاحبنا أبا حليمة الذي وضع خبرته في مجال الحاسوب ، ووقته الغالي تحت تصرف الموقع حتى خرج بالصورة التي نراها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
غرة محرم 1431هـ
و كتب محمد أحمد لوح
الهوامش
[1] آل عمران:102
[2] النساء:1
[3] الأحزاب:70-71