لقد ذكر الله تعالى مجمل سننه في مواضع كثيرة من كتابه فقال تعالى:﴿ سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً﴾ (الاسراء:77)
وقال تعالى : ﴿ مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً﴾ (الأحزاب:38) وقال تعالى في آخر السورة : ﴿ مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب:61-62)
وقال :﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً﴾ (فاطر: من الآية43) وقال:﴿ سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ﴾ (غافر: من الآية85) وقال:﴿ وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً* سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً﴾ (الفتح:22-23)
فهذه كلها تتعلق بمطيعيه وعصاته كالمؤمنين والكافرين فسنته في هؤلاء إكرامهم وسنته في هؤلاء إهانتهم وعقوبتهم.
إن دراسة السنن الإلهية وفهمها والاعتبار بها تعد من أهم الوسائل لفهم الدين ، والثبات عليه حتى الممات، فمثلا إذا علم المؤمن أن الابتلاء سنة إلهية يجريها المولى عز وجل على المؤمن بقدر دينه لحكمة عظيمة وهي تمحيصه وإظهار أمره ثم إثابته على صبره –إذا علم ذلك- فلن يكون الابتلاء سببا لنكوسه وتبديله، بل يثبت ويصبر لعلمه بأن الله سينصره وأن العاقبة للمتقين.
|